تقرير أممي: ارتفاع الاتجار بـ"الكوكايين" عالمياً "يضعنا في حالة تأهب"

تقرير أممي: ارتفاع الاتجار بـ"الكوكايين" عالمياً "يضعنا في حالة تأهب"
ارتفاع حجم شحنات الكوكايين التي تم اعتراضها

قال مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة، اليوم الخميس، في تقرير جديد شديد اللهجة، إن تهريب الكوكايين عبر محاور جديدة وشبكات إجرامية موسعة، عاد بشكل كبير بعد التباطؤ الأولي الناجم عن ظهور كوفيد-19.

ووفقا للتقرير الذي نشره الموقع الرسمي لأخبار الأمم المتحدة، قالت المديرة التنفيذية لمكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة غادة والي: "إن الزيادة في إمدادات الكوكايين العالمية يجب أن تضعنا جميعا في حالة تأهب قصوى، وإن إمكانية توسع سوق الكوكايين في إفريقيا وآسيا هي حقيقة خطيرة".

وقال مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة في تقريره العالمي عن الكوكايين 2023 إن الشبكات الإجرامية تتنوع الآن بنتائج مقلقة إلى جانب مستويات قياسية من الإنتاج، وتتجاوز الوباء والإغلاق العالمي المرتبط به، الذي يبدو أنه أعاق التجارة غير المشروعة مؤقتا.

ومن أجل الاستجابة على أفضل وجه، حثت "والي" الحكومات وغيرها على دراسة نتائج التقرير عن كثب لتحديد كيفية مواجهة هذا التهديد العابر للحدود الوطنية باستجابات عابرة للحدود الوطنية، تستند إلى زيادة الوعي والوقاية والتعاون الدولي والإقليمي.

إفريقيا وآسيا

يفصل التقرير كيف ارتفعت زراعة الكوكا بنسبة 35% من عام 2020 إلى عام 2021، وهو رقم قياسي وأكبر زيادة سنوية منذ عام 2016.

ويعزى هذا الارتفاع إلى التوسع في زراعة شجيرة الكوكا والتحسينات في عملية تحويل شجيرة الكوكا إلى هيدروكلوريد الكوكايين، وهو العقار الذي يباع بعد ذلك في الشوارع.

وتتطابق زيادة العرض مع نمو حاد في الطلب، حيث أظهرت العديد من المناطق ارتفاعا مطردا في متعاطي الكوكايين على مدى العقد الماضي، وفي حين أن سوق الكوكايين لا تزال مركزة تماما في الأمريكتين وأجزاء من أوروبا، يحذر التقرير من أن هناك إمكانية قوية لتوسع كبير في إفريقيا وآسيا.

ويبحث التقرير ظهور مراكز جديدة للاتجار بالكوكايين، مشيرا إلى أن البلدان في جنوب شرق أوروبا وإفريقيا -وخاصة تلك الموجودة في غرب ووسط إفريقيا- تستخدم بشكل متزايد كمناطق عبور رئيسية للمخدرات. 

وفي الوقت نفسه، طغت الموانئ على بحر الشمال مثل أنتويرب وروتردام وهامبورغ على نقاط الدخول التقليدية في إسبانيا والبرتغال، للكوكايين الذي يصل إلى أوروبا الغربية، كما يقوم المتجرون بتنويع طرقهم في أمريكا الوسطى عن طريق إرسال المزيد والمزيد من الكوكايين إلى أوروبا، بالإضافة إلى أمريكا الشمالية.

المضبوطات

كما ارتفعت الاعتقالات والمضبوطات بشكل كبير، حيث سجلت عمليات اعتراض شحنات الكوكايين من قبل أجهزة إنفاذ القانون في جميع أنحاء العالم مضبوطات وصلت إلى مستوى قياسي بلغ حوالي 2000 طن في عام 2021.

ويظهر التقرير مشهدا إجراميا مجزأ إلى عدد لا يحصى من شبكات الاتجار، وبدراسة طرائق هذه الجماعات، وجد التقرير أن متجرين جدد يملؤون الثغرات ومجموعة ممن يطلق عليهم "مقدمو الخدمات" الذين يقرضون خدمات سلسلة التوريد "مقابل رسوم".

وعلى سبيل المثال، أدى تسريح مقاتلي القوات المسلحة الثورية الكولومبية (فارك)، التي كانت تسيطر في السابق على العديد من مناطق زراعة الكوكا في كولومبيا، إلى خلق فرصة للآخرين للتدخل، وأظهر التقرير أن هذا يشمل جهات فاعلة محلية جديدة ومقاتلين سابقين في فارك وجماعات أجنبية من المكسيك وأوروبا.

وقالت رئيسة فرع البحث والتحليل في مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة، أنجيلا مي، إن التقرير يحتوي على ثروة من المعلومات الإضافية حول هذه الظاهرة.

وقالت "مي": "مع أحدث معارفه واتجاهاته حول الطرق والطرائق والشبكات التي تستخدمها الجهات الفاعلة الإجرامية، آمل أن يدعم التقرير الاستراتيجيات القائمة على الأدلة التي تظل متقدمة على التطورات المستقبلية في إنتاج الكوكايين والاتجار به واستخدامه".

 



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية